عندما سُئل الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة من أحد الصحفيين الاوروبيين سنة 2009 وقبل عام من توليه منصب الحاكم، عن آماله وأحلامه لرأس الخيمة عام 2020 ، قال أتمنى أن تكون رأس الخيمة مكاناً يصنع المستقبل ، وأن يكون أهلها وشعبها ، لا يحلمون ولكن يصنعون أحلامهم ، وأن يكون مصيرنا بيدنا وأن نكون نموذجا لشعب يحب بعضه البعض ويحترم بعضه البعض ويقدس العمل .
وعندما سُئل عن هوية رأس الخيمة والصورة التي يحب أن يقدمها للعالم عن بلده ، قال أن الكرم والضيافة هما هويتنا ، ونريد أن يلتقي العالم عندنا حيث الطبيعة الجميلة والتقاليد الاصيلة، فنحن في قلب آسيا ونواجه أفريقيا ونقترب من اوروبا ، إذن فنحن في قلب العالم
** ويبدو أن رؤية الحاكم الشاب خريج جامعة ميتشجان الامريكية والمتخصص في العلوم الاقتصادية والسياسية، الذي يتصادف هذا العام أن عمره 56 عاما وهو في نفس الوقت من مواليد 1956 ، كانت نابعة من تخطيط وإعداد وعمل جاد لتحقيق أحلام إمارته وشعبه ، في أن يقتبس شيئاً من عالمية وشهرة دبي ، وإبهار وروعة أبوظبي.
** وهكذا لم يمر سوى عام على تولية الحاكم الشاب عاشق الرياضة وكرة القدم، ورجل الاعمال مؤسس الصناعات والشركات الناجحة في رأٍس الخيمة، حتى شارك في مشروع العمر والاحلام له ولإمارته مع عشقه الكروي للنادي الملكي العريق ريال مدريد ، حيث تم الاعلان في مفاجأة مدوية الاسبوع الماضي بالمقصورة الرئيسية بإستاد سانتياجو برنابيو بمدريد عن مشروع الاحلام وأسطورة الريال في رأس الخيمة ، وهو "منتجع جزيرة ريال مدريد" في الإمارة، برأس مال يتجاوز المليار دولار وبشراكة ودعم غير محدود مع حكومة الامارة التي منحت للمشروع الاستراتيجي قطعة أرض تقل قليلا عن واحد على عشرة من مساحتها ، ولكنها تبدو وكأنها أضافت أضعاف هذه المساحة لهذه الامارة الصغيرة في السوق العالمي للسياحة والرياضة .
وقد تجدد صباح الخميس 29 مارس في مؤتمر صحفي عالمي بجزيرة المرجان برأس الخيمة - مقر المشروع - الاعلان مرة أخرى عن الجزيرة والمنتجع العملاق وتفاصيله وأسراره بحضور الشيخ سعود بن صقر و فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد والنجم الفرنسي زين الدين زيدان وعدد من نجوم الفريق. وحشد من ممثلي الصحافة ووسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية ، لتتأكد بذلك معاني الشراكة بين الفريقين في مباراتهما الاستعراضية للمستقبل .
** المشروع التاريخي الهائل سيضع رأس الخيمة على أجندة السياحة العالمية مثل دبي وأبوظبي ، وينتظر أن يجتذب مليون زائر وسائح سنويا ، سيحققون مكاسب وأموال قياسية للنادي الأغني في العالم الذي تزيد إيراداته السنوية عن 600 مليون دولار ، ويسهمون في الوقت نفسه في إنعاش إقتصاد إمارة رأس الخيمة بأرباح هائلة في السياحة والطيران والتجارة والرياضة وغيرها من المجالات ، وتوفير فرص عمالة كبيرة لأبناء الامارات والدول العربية .
** وستحمل كبري وسائل الاعلام والصحف العالمية يوميا عشرات الاخبار عن الامارة الصغيرة التي لا يزيد عدد سكانها عن 300 ألف شخص ، وكذلك سيسعى الاعلام العالمي إلى رأس الخيمة لمطاردة تحركات وتدريبات وبرامج وإجازات وأنشطة النادي الملكي ونجومه.. وسيأتي آلاف السائحين أسبوعيا ، للاستجمام والسياحة والاستمتاع في منتجع جزيرة ريال مدريد في جزيرة المرجان، وستكون زيارتهم لمتحف ريال مدريد ومتابعة تدريباته ومعسكراته في الاستاد الصغير ، أحد مقاصدهم .
** الشيخ سعود بن صقر القاسمي حاكم رأس الخيمة الطموح والذكي ، شارك مع ريال مدريد في صفقة العمر له ولإمارة رأس الخيمة ، وهي ضربة معلم يستحق عليها كل التهنئة، وهي نموذج لحكام ورؤساء الدول في العمل من أجل مشروعات استراتيجية ناجحة في بلادهم ومن أجل شعوبهم .. أتوقع النجاح الباهر للمشروع وأهنيء أهل رأس الخيمة وحاكمهم الشاب على هذا الانجاز الذي ظهر بريقه قبل أن يوضع حجر أساسه ، وسأكون بلا شك أحد المتابعين لكافة تفاصيله ومراحل انطلاقه حتى يفتتح بإذن الله في يناير 2015 ليكون خطوة عملاقة نفخر بها جميعا للسياحة والرياضة العربية.
بقلم : عزالدين الكلاوي
